𝐕.’s review published on Letterboxd:
"Freedom has nothing human. It’s something divine, something… our lives are too short for us to know properly.”
لعلّ الرتابة الوحيده التي لا تسوّل النفس للمرء أن يملها هي رتابة الهنغاري الحالم بيلا تار.
رتّب هذه الرائعه بنغمٍ متناسقٍ يحاكي نغم رقصة التانغو.
تراقص على ألحان قطرات المطر الذي يهطل بين الفينة و الأخرى، كنايةً عن الفقر و المصائب التي لا
تنفك تهطل على رؤوس متآمرينا الرئيسيين.
و كما الحال في رقصة التانغو، حيث يخبت الحماس
لوهله ثم تتمازج الألحان بحركات الرقصة المحمومة فجأه،
نرى انسياب الأحداث بشكلٍ رتيبٍ لوهلةٍ من الزمن،
ثم ما نلبث أن نعتاد على هذه الوتيره البطيئه حتى
نفاجأ بالمزيد من الأسرار التي تندثر، و المزيد من
الخيانات التي تحاك.
تانغو الشيطان هو مجموعةٌ من الأحداث المؤلمه و المتناقضه. المفارقات التي تحدث في مكانٍ يفترض أن قاطنيه يؤازرون بعضهم بعضاً في تلك الأوقات العصيبه،
بيد أن تلك الاوقات و تلك الظروف القاسيه،
قد طبعت على قلوبهم فما عادوا يأبهون
للرذيلة و الفضيله، بل تتلاعب بهم غرائزهم البشريه
الخالصه و شعورهم بالظلم المقبع تجاه العالم.
رمزية رائعه لفتت نظري منذ بداية الفيلم و تبينت معناها
بمرور هذه الرحلة المميزه، هي الماشية التي ليس لها راعٍ في المشهد الافتتاحي، كما لو أن رعاتها لا يشعرون
بإنتماءها لهم. ذات الحال ينطبق على سكّان
هذه القرية البائسه الذين لا يشعرون بإنتمائهم لها.
و لا لهذا العالم الذي نهب منهم الكثير. حياتهم
الكريمه، مشاعرهم الفضيله، و شعورهم بالإنتماء.
أعمالٌ كهذه تجعل المرء يتأمل و يتفكّر كيف بوسع شخصٍ
تسخيرها لإحداث كل هذا الكم الهائل من التأثير بالنفس
و المجتمع و العالم.
كيف أن السينما ليست مجرد شاشةٍ تجلس أمامها لساعاتٍ طوال
حتى يلقمك المخرج أفكاره بملعقة الأحداث،
بل هي ثورة و صرخه مدويّه في وجه كل ظلمٍ و إجحاف.