Mahmoud Aladdin’s review published on Letterboxd:
"يرجى التأكد من صحة الإسم الموجود في هويته الشخصية، لأنه يستحيل أن يكون أصغر فرهادي، ولكنه الفرهادي الأكبر"
مجموعة من المعضلات الأخلاقية التي وضعها فرهادي في خلاط نصي ليصنع لنا عصير سينمائي من الطراز الفخم..
إن الإنسان كالمغناطيس يملك جانبين أحدهما سلبي والآخر إيجابي، قد يتوازن أحدهما مع الآخر أو ربما يسود جانب على قرينه لفترات لكن الجانب الخيّر هو من يجعل منا أبطالاً حتى ولو كانت الاداة المستخدمة في إبراز ذلك الجانب هي الواجب..
إن العيش في هذا العالم القاسي جعل فعل الواجب هو أمر يستحق الثناء والتقدير والتكريم أيضاً وخصوصاً عندما يكون فاعله هو إنسان فاقده لا يملكه بل يحتاج إليه كي يصبح طبيعياً في نظر الناس بعد أن سلبه السجن كل شئ..
رحيم سلطاني لم يكن إلا إنسان طبيعي عادي على سجيته وأحياناً سذاجته التي استغلها كل من حوله كيفما أرادوا ومن أجل مصالحهم الشخصية في عالم واقعي لا يخلو من السلبيات..
إن رحيم يمتلك صفة الإيثار وفي نفس الوقت البأس والتحمل واللذين كانا السبب في بزوغ ذلك الإيثار الذي أوقع صاحبه في معضلات متتابعة لا تنتهي..
هو جبل صخري عتيد لا يثقل كاهله شئ سوى الهموم التي لا نهاية لها لكنه ما يزال حياً رغم ذلك..
أتدرون لماذا؟
لأنه بطل..
إن الرجل منا يجالد في يومه الواحد عشرات المصاعب لكنه لا يُنصب بطلاً في نهاية اليوم إلا عندما تمر تلك المعارك كما تمر السحاب على الأرض، تتبخر وتصبح غير موجودة لكن الأرض تبقى صامدة وثابتة لا تهتز بصواعقها أو تتزعزع بسيل مطرها..
هذا هو رحيم..
هذا هو البطل..
ربما لم يصل الفيلم إلى مستوى الرائعة A Seperation لكنه وبكل تأكيد قد تخطى فيلم The Salesman وبمراحل عديدة.. إلا أن مشكلته كانت في الربع الأخير من الفيلم والذي حدثت فيه كلكعة كتابية نظراً لكثرة المعضلات المعروضة والقرارات المفروضة التي ارتبطت بتفاصيل واقعية مهدت لنهاية منطقية لكنها كانت متوقعة ومن دون أي مفاجأت..
واقعية مميزة بنظرة فرهادية واقعية أصيلة لم تنسلخ عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع هناك ومع هذا وصلت إلى أعلى مراتب الجوائز العالمية من دون شذوذ أو سباب أو خلع ملابس داخلية 🙂